أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" عن التقدم في "مشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام" في الرويس مع إنجاز 73% من المشروع الذي يهدف إلى تطوير قدراتها في مجال صناعة التكرير وتعزيز دور الرويس محركاً رئيسياً لدفع عجلة النمو الصناعي في دولة الإمارات وأبوظبي.
ويتيح "مشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام" لأدنوك معالجة خام زاكوم العلوي المستخرج من حقول النفط البحرية في أبوظبي إلى جانب 50 نوعاً مختلفاً من الخامات الأخرى، وذلك بعد أن كانت عملياتها للتكرير معتمدة بشكل رئيسي على معالجة خام مربان المستخرج من الحقول البرية في إمارة أبوظبي على مدى 40 عاماً.
وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك " ومجموعة شركاتها - بهذه المناسبة - : "نحن مستمرون في التركيز على زيادة هامش الربحية وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط يتم إنتاجه، وذلك بالتوازي مع نهج الاستثمار الذكي والمسؤول في مختلف ظروف السوق. ويعد الاستثمار في ’مشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام‘ خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافنا لتطوير مجمع الرويس وتحويله إلى مركز صناعي عالمي في مجال التكرير والبتروكيماويات وتعزيز دور أدنوك كمحرك رئيسي لدفع عجلة النمو الصناعي والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات على المدى الطويل".
ويعد مشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام، البالغ تكلفته 12.8 مليار درهم /3.5 مليار دولار أمريكي/، محركاً أساسياً في تنفيذ استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي في مجال التكرير والبتروكيماويات، خصوصاً بعد إعلانها في عام 2018 عن خطط لتنويع المواد الخام التي تقوم بمعالجتها. وسيسهم المشروع في زيادة القيمة من كل برميل نفط تقوم أدنوك بإنتاجه ومعالجته، وذلك من خلال تعزيز هامش ربحية عمليات التكرير، إضافة إلى إتاحة إمكانية تصدير المزيد من خام مربان ذي القيمة العالية.
وحققت أدنوك تقدماً كبيراً في أعمال البنية التحتية لمشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام، حيث تم تركيب العناصر الهيكلية الرئيسية في الموقع على مدى الشهرين الماضيين، منها هياكل 24 وحدة لإزالة مخلفات الكبريت بجانب ووحدتي تقطير جديدتين تتيحان فصل المكونات في النفط الخام لمضاعفة عمليات التكرير. وتم نقل وحدتي التقطير التي يبلغ وزن كل منها 317 طناً من كوريا الجنوبية إلى دولة الإمارات، فيما استغرق تركيب الهياكل التي يبلغ ارتفاعها 80 متراً ثلاثة أسابيع خلال شهري يونيو ويوليو 2020.
وسيتيح "مشروع تعزيز مرونة عمليات تكرير النفط الخام" عند إنجازه في منتصف عام 2022 معالجة ما يصل إلى 420 ألف برميل يومياً من أنواع النفط الخام الأكثر ثقلاً وحموضة، وذلك من مجمل الطاقة التكريرية للمصفاة في الرويس التي تصل إلى 840 ألف برميل يومياً.
ويمثل تطوير قدرات تكريرية أكثر مرونة وتكيفاً في الرويس جانباً أساسياً في استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي في مجال التكرير والبتروكيماويات والتي أعلنت عنها في "ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات" في عام 2018. ومنذ ذلك الحين، استطاعت أدنوك استقطاب استثمارات أجنبية كبيرة للرويس وتوسيع شراكاتها في مجالات التكرير والأسمدة وأصول البنية التحتية لخطوط الأنابيب. وتواصل أدنوك تنفيذ خططها لتوسعة أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات في دولة الإمارات، والتي ستشهد تحول مجمع الرويس الصناعي إلى مجمع للصناعات الكيميائية والبتروكيماوية قادر على المنافسة عالمياً، وذلك من خلال الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات بالقرب من أسواق النمو العالمية، وتوفر مواد خام أولية بأسعار تنافسية ومرافق وخدمات متكاملة، إضافة إلى البيئة التنظيمية والمالية الموثوقة والجاذبة في أبوظبي. وسيسهم الاستثمار في الرويس في تحفيز نشاط القطاع الخاص ودعم فرص العمل المتخصصة على المدى البعيد، ولا سيما في منطقة الظفرة.
وتنتج "أدنوك للتكرير" أكثر من 40 مليون طن سنوياً من المنتجات المكررة عالية القيمة للأسواق حول العالم، حيث تقوم بتكرير ما يصل إلى 922 ألف برميل يومياً من النفط الخام والمكثفات في مختلف المنتجات التي تشمل الغاز البترولي المسال، والنافتا، والجازولين، ووقود الطائرات، وزيت الغاز، والزيوت الأساسية، وزيت الوقود، وغيرها من المواد الخام الأخرى المستخدمة في صناعة البتروكيماويات مثل البروبلين. كما تنتج الشركة منتجات متخصصة مثل أسود الكربون وفحم الأنود. ومنذ عام 2019، تعمل أدنوك للتكرير كمشروع مشترك بين أدنوك وشركتي الطاقة الأوروبيتين "إيني" و"أو إم في".